منتديات القديس ابو فانا
سـلام ومـحـبـه اخــي الــزائــر
لـلـتـسجـيـل والـمـشاركه تـفـيـد وتستـفـيـد معانـا اضغـط عـلي الـتـسـجـيـل
وان كنت عضو مسجل معانا اضغط علي الدخول .. لـو تريد رؤيه الـمنتدي فـقـط اضغط علي اخفـاء
منتديات القديس ابو فانا
سـلام ومـحـبـه اخــي الــزائــر
لـلـتـسجـيـل والـمـشاركه تـفـيـد وتستـفـيـد معانـا اضغـط عـلي الـتـسـجـيـل
وان كنت عضو مسجل معانا اضغط علي الدخول .. لـو تريد رؤيه الـمنتدي فـقـط اضغط علي اخفـاء
منتديات القديس ابو فانا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات القديس العظيم ابو فانا هو اول منتدى يطلق على اسم القديس ابو فانا  
الرئيسيةالمجلةأحدث الصورالتسجيلدخول

هدف المنتدى احباء ابو فانا نحن نقدم لكم كل ما هو جديد فى عالم تقنية المنتدى على ان يكون وجهة رأئع يمكن من خلالها نشر مجد الله الى كل مسيحى والعالم ونحن نرحب بكافة اقتراحاتكم من اجل كمال التطوير المستمر فساهموا معنا للنهوض بهذا المنتدى.. اسرة ابو فانا 


 

 سيلا المتقدم بين الإخوة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فادى نور
++ قبطى ++
++ قبطى ++
فادى نور


موهبتك : قراءة القصص الكورة
الايه الذهبيه : الى متى يارب تنسانى
شفيعك : العدراء ومارجرجس وابونا يسطس
ذكر عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 08/05/2011
المزاج المزاج : نكت

سيلا المتقدم بين الإخوة Empty
مُساهمةموضوع: سيلا المتقدم بين الإخوة   سيلا المتقدم بين الإخوة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 20, 2011 11:39 am

" ونحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان اللّه

والمسجونون يسمعونهما "

( أع 16 : 25 )

مقدمة

جاء فى قصة خيالية طريفة أن اللّه أمر ملاكين أن ينزلا إلى الأرض ويبحثا فيها عن أسعد إنسان هناك ، ونزل الملاكان وأخذا يجوبان الأرض ، بحثاً عن الرجل السعيد فى كل قصور الدنيا ، وقد تعجبا أن يجدا أغنياء الأرض أكثر تعاسة وشقاء مما كانا يظنان وصعدا إلى اللّه ، وقالا : لم نجد غنياً سعيداً فى الأرض ، ... وقال اللّه : اذهبا وابحاثا فهناك السعيد الذى أعرف مكانه بين الناس ، وفى هذه المرة تركا قصور الأغنياء إلى أكواخ الفقراء ، وهناك أيضاً رأيا مذلة الفقر والشقاء والتعاسة والأنين ، وخرجا بتقريرهما إلى اللّه : إن الفقراء كالأغنياء لا يوجد بينهم السعيد ، ... وقال اللّه : إننى أعلم أين يوجد السعيد ، وعاد الملاكان ليبحثا حيث لا يتصور إنسان أن هناك سعيداً ، وذهبا إلى المستشفيات والسجون ، وبينما هما فى سجن قاس فى مدينة فيلبى سمعا ترانيم وصلوات وأغانى ، فاقتربا ليريا بولس وسيلا فى السجن نحو نصف الليل يصليان ويسبحان اللّه والمسجونون يسمعونهما ... يعتقد البعض أن سيلا كان موهوباً فى الصوت، وأنه كان المرنم فى نهضات بولس تماماً كما كان يفعل تشارلس ويسلى مع أخيه يوحنا ويسلى ، أو كما كان يفعل سانكى مع مستر مودى ، على أننا نعتقد مع ذلك أنه لم يكن مجرد مرنم بل كان واعظاً مبرزاً ، وربما كان كاتباً معدوداً بين أفضل الكتاب ، ... ولعل السر فى عدم وضوح صورته ، يرجع إلى أنه كان رفيقاً لبولس ، فلم تظهر أضواؤه بوضوح إلى جانب نور بولس وعظمته وعبقريته ، ... لكن عظمة سيلا ، رغم أنه الموهوب فى نواح متعددة ، هى أنه رضى أن يأخذ المكان الثانى متوارياً خلف بولس ، .. وها نحن سنتأمل الرجل من النواحى التالية :

سيلا المتقدم بين الإخوة

يصف الكتاب سيلا مع برسابا زميله : « رجلين متقدمين فى الإخوة » ( أع 15 : 22 ) ... وهو يرينا إياه ، بهذا المعنى يشق طريقه فى الكنيسة الأولى إلى الصفوف الأمامية ، ... وهو أشبه بيوسف الصديق القديم فى مصر ، عندما شق الطريق إلى الأمام ، ولكنه ركب المركبة الثانية ، إذ كانت المركبة الأولى لفرعون ، أو هو أشبه : « أبيشاى » أخو يوآب بن صروية هو رئيس ثلاثة . هذا هز رمحه على ثلثمائة فقتلهم فكان له اسم بين الثلاثة . ألم يكرم على الثلاثة فكان لهم رئيساً إلا أنه لم يصل إلى الثلاثة الأولى » ( 2 صم 23 : 18 ، 19 ) ... ونود أن نشير هنا إلى أنه لم يبلغ هذا المركز ، لصفاته الاجتماعية بين الناس ، إذ يظهر من حديث بولس فى فيلبى عندما أدخل إلى السجن مع سيلا ، وعوملا معاملة سيئة ، وأراد الولاة بعد ذلك اطلاقهما : « فقال لهم بولس ضربونا جهراً غير مقضى علينا ونحن رجلان رومانيان وألقونا فى السجن . أفا الآن يطردوننا سراً . كلا ! بل ليأتوا هم أنفسهم ويخرجونا» ( أع 16 : 37 ) يظهر من هذا الحديث أن سيلا كان كبولس متمتعاً بالجنسية الرومانية ، وهو مركز يدل على سمو مكانة عائلته وربما غناها ، ... لكن الكنيسة لا تعطى الصفوف الأولى لمجرد أن يكون الإنسان غنياً أو من عائلة كبيرة معروفة فى المجتمع : « فانظروا دعوتكم أيها الأخوة أن ليس كثيرون حكماء حسب الجسد ليس كثيرون أقوياء ليس كثيرون شرفاء ، بل اختار اللّه ... أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود لكى لا يفتخر كل ذى جسد أمامه » ( 1 كو 1 : 26 - 29 ) .. ذكر كاتب غربى أنه وهو صغير كان يتردد على الكنيسة فى إحدى المدن الاسكتلندية ، وهناك كان يشاهد رجلا مسناً يواظب على الصلاة ، وقد ترك الرجل أثراً طيباً عميقاً فى حياته ، وتصادف ذات يوم أن رآه يكسر الحجارة على إحدى الطرقات العامة ، فاستغرب كثيراً أن يرى هذا الشيخ المحترم يقوم بمثل هذا العمل الوضيع ، وعندما أخبر والده بذلك ربت الآب على كتف ابنه ، وقال إن جيمس يكسر الحجارة ليحصل على قوت يومه ، ولكنى أعترف بأنه لا يوجد شخص هنا يعرف عن اللّه أكثر منه ، ولا تنس يا ابنى أن ابن اللّه الذى عاش على هذه الأرض ، كان فقيراً إذ لم يكن له أين يسند رأسه !! ... إن القياس الدائم عند اللّه للحياة المتقدمة ليس المظهر الذى يمكن أن يكون عليه الإنسان ، بل الداخل الذى يراه اللّه ... كان فى مدينة قديمة ثلاثة رجال مشهورون خدموا المدينة أعظم الخدمات ، وكان هؤلاء الثلاثة بركة للمدينة أحدهم حكيم عظيم ، والثانى خطيب قدير ، والثالث فاعل خير ، ولكن ليس له الشهرة الظاهرة أمام الناس ، وتقول القصة الخيالية إن اللّه أرسل ملاكاً معه تاج ، وأوصاه أن يضع التاج على رأس أفضل واحد فيهم ، وقال الملاك : ترى من هو الأفضل فيهم .. جاء الملاك إلى الحكيم وقال له إن اللّه يريدك أن تذهب إلى أكواخ حقيرة وراء الجبال لتخدمه هناك ، فتألم فى نفسه وقال « كيف » !!؟ وجاء إلى الخطيب وقال له أن يذهب إلى الأكواخ الحقيرة ويخدم فتألم وقال « لماذا !!؟ » .. ثم جاء إلى فاعل الخير وقال له الشئ نفسه ففرح وقال : «متى»!!؟.. وعندئذ وضع الملاك التاج على رأسه !! .. لقد تقدم سيلا بين الإخوة لا لمركزه الاجتماعى، بل لحياته الروحية الخادمة لأنه وزميله : « قد بذلا أنفسهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح» (أع 15 : 26 ) وما أروعها من شهادة للحياة المسيحية فى كل عصر وجيل !! .. قيل عن سيدة أسبانية نبيلة ، فى عصر الإقطاع ، إنها طلبت من زوجها أن يهبها قطعة أرض لتنفق من ريعها على الفقراء ، وكان الزوج غليظ القلب وبخيلاً ، ولكنه رضى بذلك مشترطاً عليها أن تأخذ من الأرض بقدر ما تستطيع أن تطوف حوله ، ذلك لأنه عرف أنها مريضة ولا تستطيع أن تقطع مسافات كبيرة ، بيد أن هذه السيدة دفعها حب الخير الذى يملأ شغاف قلبها ، لأن تغادر سريرها، فبدأت بالزحف حتى دارت حول قطعة بلغت مساحتها اثنين وعشرين فداناً ، وكان النتيجة أنها أنهكت قوتها وفقدت حياتها ، لكن هذه الأرض التى اكتسبتها بدافع حب الخير ظلت مواردها للفقراء مدة سبعمائة عام !! .. إن روح البذل هى التى اعطت سيلا مكان المتقدم وهى الى تعطى كل خادم المكان الممتاز فى الرسالة المسيحية!!.. ربما أشرنا فى بعض الدراسات السابقة إلى قصة دكتور دف الاسكتلندى التى كان لا يمل مودى ذكرها وسنذكرها كما جاءت فى كتاباته ، قال : بينما كنت أتأهب لترك الولايات المتحدة إلى انجلترا فى عام 1867 قال أحد أصدقائى : أرجو أنك تستطيع الذهاب إلى أدنبره وتحضر المحفل العام ، وقال الصديق إنه سمع فى ذلك المحفل العام الماضى حديث دكتور دف الذى ألقاها وكان كأنه من نار !! قضى دكتور دف - مرسلا فى الهند - خمسة وعشرين عاماً يكرز بالإنجيل ويؤسس مدارس ، وعاد إلى أدنبره بجسم محطم ، ولما أعطيت له الفرصة للكلام فى المحفل العام خاطبهم وهو يحثهم على إرسال مبشرين للحقول الاجنبية وبعد أن تكلم مدة طويلة ، بلغ به الإعياء إلى حد أن أغمى عليه فحملوه من قاعة المحاضرات إلى مكان آخر، وأسعفه الأطباء إلى أن أفاق ، فلما عاد إلى وعيه تحامل على قدميه وقال : «إنى لم أتم حديثى ، احملونى إلى هناك لكى أتمه » فلما قالوا له إنك لا تستطيع إلا بتعريض حياتك للموت قال : سأفعل ذلك ولو مت !! .. وحمل الرجل الذى تكلل شعره بالبياض وحالما رأيناه فاضت دموعنا ، وهو يقول : « يا أباء وأمهات اسكتلندا .. هل حقاً ليس لكم أولاد أيضاً ترسلونهم إلى الهند فى عمل الرب يسوع .. إن صوت الاستغاثة يعلو ويعلو دون أن يجد جواباً منكم ... عندكم المال فى المصارف لكن أين العمال الذين يذهبون !! عندما تعلن الملكة فيكتوريا عن حاجتها إلى متطوعين فى الجيش تقدمون أولادكم بسخاء ، ولا تذكرون وقتئذ شيئاً عن صحتهم ، ولا عن الطقس المتعب ، ولكن عندما يدعو الرب يسوع تقول اسكتلندا: ليس عندنا أبناء أيضاً !! ثم التفت إلى رئيس المحفل وقال : يا حضرة الرئيس .. إن كان حقاً أن اسكتلندا ليس عندها أبناء تقدمهم لخدمة الرب يسوع المسيح فأنا بالرغم من أنى أضعت صحتى فى تلك البلاد ، وبالرغم من أنى جئت إلى الوطن لأموت .. نعم !! .. إنه فى حالة عدم وجود آخرين يذهبون ليبشروا الوثنيين عن المسيح ، سأسافر غداً لأخبرهم أنه يوجد فى اسكتلندا شيخ مستعد أن يموت من أجلهم .. سأعود إلى شواطئ نهر الكنج، وهناك أضع حياتى شهادة لابن اللّه!! كان دكتور دف الاسكتلندى نوعاً من سيلا الذى بذل حياته من أجل المسيح .

ومع ذلك فمن الواجب أن نلاحظ أن شهوة التقدم إلى الأمام بين الإخوة لم تكن الشهوة التى تسيطر على سيلا ، أو الهدف الذى يذهب إليه بدافع الأنانية وحب الذات ، أو فى لغة أخرى إنه لم يسع لأجل العظمة التى تعطيه المكان المتقدم بين المسيحيين ، لقد جاءته هذه العظمة عن طريق الخدمة على أساس قول المسيح : « من أراد أن يكون فيكم عظيماً ، فليكن لكم خادماً » ، ( متى 20 : 26 ) .. إن العظمة المسيحية تأتى تلقائياً ، ودون سعى أو جهد ، كما يتبع الظل صاحبه ، عن طريق نكران النفس والذات ، ... ولابد من أن نقرر أن تحديد المسافة التى تصل إليها ليس فى يد صاحبها أو فى يد الآخرين ، بل فى يد اللّه الذى يدفع الخادم ، ويحدد مركزه فى الخدمة ذاتها ، .. ومع أن المركز الاجتماعى لبولس وسيلا كان متماثلا فكلاهما يحمل الجنسية الرومانية ، وليس فيهما من هو أفضل من الآخر من هذا القبيل،.. لكنه من الواجهة الروحية، وبحسب الترتيب الإلهى كانا لا يمكن أن يقفا فى خط واحد ، أو كما قال ديسمان فى دراسته عن بولس : « كان رفيقه الأول برنابا يكاد يقف معه على قدم المساواة ، لكن المساعدين الذين جاءوا بعد ذلك لم يكن فيهم من يأخذ هذا المركز بل كانوا أدنى إلى الاتباع». وقد قنع سيلا بهذا المركز التابع دون تذمر أو تردد ، مما يكشف عن روحه الوديعة ، وامتلائه بالخضوع والاتضاع، وكان بولس فى الوقت نفسه أبعد عن روح التسلط والاستعلاء والشموخ ، ويكفيه أنه فى رسائله إلى الكنائس كان يضم بعض المساعدين إلى جوار اسمه فى كتابة الرسالة : « بولس المدعو رسولا ليسوع المسيح بمشيئة اللّه وسوستانيس الأخ » ( 1 كو 1 : 1 ).. وسوستانيس هو سيلا بنفسه ، وفى الرسالة الثانية : « بولس يسوع رسول المسيح بمشيئة اللّه وتيموثاوس الأخ إلى كنيسة اللّه » ( 2 كو 1 : 1 ) .. وهذا الإكرام المتبادل هو السمة التى ينبغى أن تسود الجميع مهما اختلفت مراكزهم أو أوضاعهم ، كما قال السيد : « ملوك الأمم يسودونهم والمتسلطون عليهم يدعون محسنين وأما أنتم فليس هكذا . بل الكبير فيكم ليكن كالأصغر . والمتقدم الخادم » ( لو 22 : 25 ، 26 ) ..

سيلا وقضية الحرية المسيحية

كان لسيلا وبرسابا زميله نصيبهما الواضح فى الدفاع عن الحرية المسيحية إذ أرسلا من الرسل والمشايخ مع برنابا وبولس إلى كنيسة أنطاكية لإذاعة القرار الذى انتهى إليه مجمع أورشليم ، وقد اجتمع هذا المجمع على الأغلب عام 50 م ، وكانت المسيحية تسير فى سبيلها حتى بلغت مفترق طريقين خطيرين وكان عليها أن تختار أحدهما ، وبهذا الاختيار سيتقرر مصيرها النهائى وشكلها الدائم ، أتكون جزءاً من اليهودية وفرعاً منها تحتفظ بشكلها وطقوسها وعاداتها وفرائضها أم تصبح ديانة حرة واسعة سمحاء للإنسانية جمعاء !! ؟ وهل من الواجب على المقبل عليها من الأمم أن يتهود أولا ، فيختتن ويحفظ الناموسى الطقسى الموسوى ، أم يدخل فى الإيمان دون مراعاة لهذا الطقوس والفرائض والعادات !!؟ قال فريق من المؤمنين الذين كانوا فى الأصل قبل المسيحية فريسيين ، وذهبوا إلى كنيسة أنطاكية حيث حدث نزاع كبير ومباحثة فى هذا الموضوع !! .. قال بولس وبرنابا وفريق المتسعين الأحرار : كلا ... وتمسك كل من الفريقين برأيه وأخيراً اتفقوا على استطلاع رأى الرسل والمشايخ فى كنيسة أورشليم فى ذلك ، واجتمع أول مجمع مسيحى فى التاريخ ليناقش قضية الحرية المسيحية ، كان هناك عدد من المؤمنين الذين كانوا فى الأصل من اليهود الفريسيين ، وقبلوا على مضض الذين آمنوا بالرب يسوع من الأمم ، ولكن كان من العسير عليهم تصور فتح باب الخلاص للأمم دون حدود أو قيود أو شروط ولم تستطع قصة كرنيليوس رغم وضوحها وظهورها أن تقنعهم كثيراً ، وعندما بلغتهم أخبار بولس وكنيسة أنطاكية وكيف جاء عدد هائل من الأمم إلى المسيح ، وكيف أن بولس لم يشترط على الاثنين مراعاة الختان والناموس الطقسى ، ثار فريق منهم وسعوا إلى كنيسة أنطاكية من أنفسهم ودون أن يأمرهم أحد ليبثوا أراءهم ودعاياتهم بحماس وتعصب شديد مما دعا الرسول إلى أن يصفهم فى رسالته إلى غلاطية « .. الإخوة الكذبة المدخلين خفية الذين لم نذعن لهم بالخضوع ولا ساعة ليبقى عندكم حق الإنجيل .. » ( غل 2 : 4 ، 5 ) .. كان هؤلاء الإخوة يرون ضرورة الحرص على الختان كشرط للخلاص . والمقصود بالختان هنا ملاحظة كل الناموس الطقسى من أكل وشرب وملبس وأعياد وتطهير ونذور وفرائض وما لا نهاية له من الطقوس التى ناء بحملها جميع اليهود . وأغلب الظن أنهم كانوا يعتقدون بهذه كلها ، لأن المسيح نفسه اختتن وقال إنه ما جاء لينقض الناموس بل ليكمل ، وظنوا أن الأمم ينبغى أن يظهروا انفصالهم عن الوثنية بعلامة الختان وترك العوائد والأوضاع الأممية والاحتفاظ بالطقوس اليهودية عند دخولهم الكنيسة كرمز أكيد لحياتهم المنعزلة النقية ، أما بولس فقد رأى فى هذا تناقضاً مع الإعلان الإلهى الصريح بفتح الباب دون شرط أمام الآتين من الأمم ، ورأى أن هذا الرجوع إلى الطقسية ، إبعاد وإضعاف وتحطيم للخلاص بالإيمان الذى ينبغى أن يكون له الموضع الأول والأخير فى علاقة المخلصين بسيدهم ، كما أن المسيح ذاته أبطل بجسده ناموس الوصايا فى فرائض ، إذ كانت هذه رموزاً تنتظر مجيئه ، وعندما جاء الأصل بطل الرمز !! .. هذا هو النزاع الذى نشب بين بولس وبرنابا من جهة ، وهؤلاء الإخوة من جهة أخرى ، وأبى كل من الفريقين أن يتزحزح عن مكانه أو يغير موضعه ، وإذا كان هذا النزاع فى حد ذاته مما يوجب الأسف أو يدعو إلى الألم ، إلا أنه يعطينا شيئاً من الرجاء وعدم اليأس عندما نرى المنازعات الكثيرة أمامنا ، فلقد كان فى الكنيسة الأولى نزاع ، ويعطينا أن نفهم متى ينبغى أن نسالم ومتى ينبغى أن نناضل ونحارب ، فعندما نرى الحق والنور ومجد اللّه تتعرض للاساءة والهوان والمذلة علينا أن ننسى كل شئ إلا أننا جنود السيد وأبطال الحق، .. من يستطيع أن ينكر على لوثر دفاعه عن الغفران المسيحى الكامل، وحججه التى ألصقها على أبواب كنيسة ويتنبرج!!؟ ومن يستطيع أن يلوم كلفن الذى ربض فى مدينة جنيف يكتب كتبه العظيمة التى أثارت أوربا بأكملها !!؟ ومن يقول ليوحنا نوكس فى أدنبره أخطأت وأنت تتحدى السلطات والخطية من فوق منبرك العظيم !!؟ ومن يمكن أن يرد يوحنا ويسلى الذى خرج من اجتماع صلاة فى لندن ليبشر بإنجيل هز انجلترا والعالم هزاً عنيفاً !! .. هؤلاء بولس وبرنابا ولوثر وكلفن ونوكس وويسلى وغيرهم أبطال اللّه وجنود المسيح الذى يعلموننا متى وكيف نحارب لأجل الإنجيل !! ..

فى كتاب جميل لجريس ونتر هذه القصة الرمزية الطريفة : منذ أيام بعيدة جداً كان هناك بستانى ماهر يحب الأزهار، وقد أهداه أحدهم قطعة كبيرة من الأرض ، ومع أن أغلب القطعة كان لا يصلح للزرع ، ولكن البستانى الماهر صمم أن يجعل منها حديقة غناء جميلة ، فأخذ يتنقل فيها هنا وهناك حتى أبصر رقعة في الوسط أصلح من غيرها، فعزم على أن يبدأ فيها بالزرع وقال: فى هذا المكان سأنشئ حقل تجارب يمدنى بالبذور والزهور والأشجار والزنابق الجميلة ، وخوفاً عليها من عدوى الحسك والأشواك والزهور البرية ، بنى حولها سوراً عريضاً مرتفعاً يحميها من كل ما يأتى عليها من الخارج ، وقالت الأزهار بعضها لبعض داخل السور ، إن البستانى لنا وحدنا لأنه يقصر عنايته علينا ولا يمكن أن يرعى الأرض القاحلة فى الخارج المملوءة بالأعشاب . على أنها امتلأت دهشة يوماً ما إذ أبصرت البستانى ينقل إليها من الخارج زهرة أو زهرتين بريتين ويعنى بهما عنايته بها ، وأكثر من ذلك رأت الأزهار رجالا يهدمون السور من أعلاه إلى أسفله فصاحت لابد أنها غلطة ، فبستانينا لا يقصد أن يزيل السور ونحن نرحب بمجئ الأزهار الخارجية إلينا على أن يبقى السور كما هو ، لكن البستانى ابتسم وصاح : «لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير»... وأنت أيتها الأزهار ما وضعتك فى هذا المكان وبسطت عليك من الرعاية والعناية والمحبة الكثيرة إلا لأجعل منك خيراً لما هو حولك من أرض فاهدأى واسكنى واعلمى أنى أريد الأرض كلها حديقة واحدة جميلة زهراء » ... أعطى مجمع أورشليم الحرية الكاملة للأمم ، وتحفظ فيما يمنع اللوم والعثرة ، كأكل ما يذبح للأصنام والدم ، وهو ما يصدم المؤمن ويعثره لما فيه من عبادة وثنية ، والمخنوق الذى كانوا يخنقونه ليحتفظوا بدمه فيه ، وهذا من شهوات الوثنيين ووحشيتهم . والزنى ، ولا يقصد به عمل الفحشاء والمنكر من الناحية العامة ، فهذا بداهة ويقينا معروف أنه خطية وإثم ونجاسة ، ولكن المقصود على الأغلب أمرين هما الإباحية فى الزواج عند الوثنيين مما لم تكن تجيزه الشريعة اليهودية كبعض زواج الأقارب المحرم ، والفساد الذى كان يجرى فى المعابد كنوع من العبادة الأممية !! .. وقد دونوا هذا فى رسالة أرسلت إلى الكنائس ، .. وقد صحب سيلا وبرسابا بولس وبرنابا ليشهدا بهذه الحقيقة فيما اطلق عليه « ماجنا كارتا » أو دستور الحرية المسيحية الذى رفع عن أعناق المؤمنين نير الناموس الطقسى وفتح الباب واسعاً أمام الجميع لقبول الإيمان المسيحى ، ... ومن الطريف أن يوستنيان الشهيد قال عام 150 م فى حديث تهكمى : « وحتى المسيحيون الذين يحافظون على الشعائر اليهودية يمكن أن يخلصوا » ، مما يشير إلى انتصار الروح المسيحية السمحة التى حملها سيلا إلى الكنيسة وكان واحداً من دعاتها وأبطالها !!

سيلا المساعد الأمين

يقول هربوت لو كاير إن كثيرين من أبطال الكتاب يقفون فى شموخ الانفرادية والعزلة عن الجميع ، على العكس من بولس الذى كان يتكئ كثيراً على الأصدقاء ولا يكاد يطيق البعد عنهم ، فإذا بعد أحدهم ، فانه يترك بولس بقلب مكسور كما فعل ديماس ، .. إذا افترق عنه آخر بسبب العمل ، فإنه يحس العزلة كأقسى ما يحسها المحبون المخلصون ، .. لقد عاش بولس على الدوام ينشد الحب والإخلاص ، وكان سيلا واحداً من هؤلاء الذين أحبهم بولس ، وبادلوه حباً بحب ، .. وما من شك فى أن بولس كان سعيداً فى فيلبى أن يسجن ويهان من أجل السيد ، ... ولكنه كان أكثر سعادة لأنه لم يكن وحيداً فى سجنه إذ كان معه سيلا الشريك المخلص المحب ، الذى رفع الصلاة والأغنية كأسعد إنسان وهو فى قلب السجن على ما أشرنا فى المقدمة ، ... كما أنه لم يعرف الحسد أو الطمع أو التذمر باعتباره فى المرتبة الثانية وليس فى المقام الأول ، ... وقد وصف الرجل إلى جانب ذلك بأنه « نبى » وليس المقصود بموهبة النبوة الحديث عن الآتى من الأحداث فى المستقبل ، بقدر ما يقصد بها الوعظ وكشف حقائق اللّه للناس ، وكان سيلا بهذا المعنى واعظاً عظيماً ، كان بولس يرسله هنا وهناك كخير مساعد ومعين ، وقد أدى الرجل رسالته مدافعاً عن الحرية المسيحية ، وخادماً مجداً أميناً ليسوع المسيح ومجده وملكوته العتيد ، وكان صورة رائعة تستحق التقدير والإعجاب على مدى العصور والأجيال ، كالساعد الأيمن الذى لا يستطيع أى قائد العمل بدونه أو التقدم دون حبه وإخلاصه وغيرته ومساعدته وشركته لمجد القائد الأعلى وسيدنا الواحد المبارك الأحد الرب يسوع المسيح !! .. سيلا المتقدم بين الإخوة 53836
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيلا المتقدم بين الإخوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات القديس ابو فانا :: افا فانا القديسين والشهداء :: سيرة حياة القديسين والشهداء-
انتقل الى:  

الساعة الأن القاهرة (مصر)
جميع الحقوق محفوظة لـمنتديات القديس ابو فانا
 Powered by منتديات القديس ابو فانا ®https://ava-veny.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010
الدردشة|منتديات ابو فانا